تخصص دور ساعات سويسرية وعالمية منطقة الشرق الأوسط ولاسيما الأسواق التي ينطق روادها بلغة الضاد بساعات كتبت على أقراصها مؤشرات الوقت بالأرقام الهندية ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ باعتبار أن الأرقام العربية التي تستعمل ليست حقيقية.
اعتادت دور الساعات القيام بهذه اللفتة لإرضاء عملائها في السوق والتقرب منهم أكثر وبالتالي زيادة مبيعاتها، من دون الدخول في تفاصيل وأصول هذه الأرقام.
الحقيقة أن الغرب يتبنى ويكتب الأرقام العربية 1 2 3 4 5 6 7 8 9 بينما ضم العرب في وقت من الأوقات الأرقام الهندية إلى اللغة. حصل ذلك عام 771 ميلادية عندما وفد إلى بلاط الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فلكي من الهند ومعه كتاب رياضيات اسمه "سدهانتا" تستخدم فيها الأرقام ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩. أمر الخليفة بترجمته. وهنا لابد من التذكير أو نشأت معظم طرق التدوين بنظام العد العشري في العالم بدأت في الهند وانتقلت منها عبر بلاد فارس والبلاد العربية وصولاً إلى أوروبا حيث وانتشر نظام العد العشري بتلك الأرقام ليحل محل الأرقام الرومية.
ترجم الكتاب الهندي إلى العربية وألف الفلكي اسنه محمد الفزاري كتاباً على نهجه نزولاً عند رغبة الخليفة، وأخذ العرب بهذا الكتاب نحو 40 سنة. حتى إن الخواريزمي استخدم الأرقام الهندية هذه في حساباته المتعلقة بالتقويم الفلكيو نشر رسالة تعرف بــ "الخوارزمي عن الأرقام الهندية"، وعرفت لاحقاً هذه الأرقام بـ" الأرقام الخوارزمية".
واخترع الخوارزمي مجموعة أخرى من الأرقام تُعرف اليوم باسم الأرقام العربية: 1 2 3 4 5 6 7 8 9، استعملها فيما بعد العرب في الأندلس والمغرب العربي، ومن هناك انتشرت إلى أوروبا والعالم. صمم الخوارزمي هذه الأرقام على أساس عدد الزوايا (الحادة أو القائمة) التي يضمها كل رقم. فالرقم واحد يتضمن زاوية واحدة، ورقم اثنين يتضمن زاويتين، والرقم ثلاثة يتضمن ثلاث زوايا وهكذا دواليك.
دخلت الأرقام العربية 1 2 3 4 5 6 7 8 9 إلى أوروبا ومن ثم الأمريكيتين ابتداء من القرن العاشر من خلال مؤلفات الخوارزمي أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي. وينسب الى عالم الرياضيات ليوناردو فيبوناتشي بإدخال الأرقام العربية إلى اوروبا من خلال كتابه Liber Abaci عام 1202. بقيت مؤشرات الساعات تكتب بالأرقام الرومانية حتى القرن الخامس عشر عندما بدأت الأرقام العربية تظهر في الساعات البريطانية، كما استخدمت في Lund Astronomical Clock في السويد عام 1422.