حان وقت السفر

 

من لا يحب السفر والتنقل حول العالم؟ وربما السفر عبر الزمن. أول الأسئلة التي تخطر على بال المسافر تكون عن فارق الوقت بين البلد الأم والبلد المسافر إليه. ما أن تحط الطائرة حتى يبادر المسافرون إلى ضبط ساعاتهم بحسب التوقيت الجديد. ويقع المسافر في شرك العمليات الحسابية، إذا كانت رحلته طويلة، أو تشمل عدة مدن، فيشعر بالإرهاق والارتباك الزمني إذا صح التعبير. 
وتسعى شركات صناعة الساعات العالمية إلى إيجاد حلول لتغير الوقت، من خلال توفير ساعات تحدد الوقت في أكثر من منطقة زمنية، أو توفير ساعات GMT، وثمة شركات مثل Frederique Constant التي وفرت إلى جانب الطراز الميكانيكي التقليدي طرازاً ذكياً، يتغير فيها الوقت دون أن تتصل بالشبكة العنكبوتية تماماً كالهاتف الذكي. 
ويمكن الجزم أن الساعات التي تحمل خاصية GMT أو UTC أو التوقيت العالمي World Time أو التوقيت المزدوج Dual Time رفيقة جيدة في السفر لأنها بكل بساطة تتبع مناطق زمنية مختلفة كل بأسلوب مغاير عن الآخر. وتوفر شركات صناعة الساعات الميكانيكية الراقية التي توجد منتجاتها لدى "شركة مجوهرات آسيا" ساعات توفر هذه الوظيفة لحاملها باختيارات كثيرة وأسعار منافسة. 

ما الفرق بين هذه التعقيدات الثلاثة؟
يسمح تعقيد أو وظيفة GMT في الساعة لحاملها خاصية تتبع الوقت في منطقتين زمنيتين في آن. يعني رمز GMT  توقيت غرينيتش، وهو الوقت الشمسي بحسب المرصد الفلكي في غرينيتش في لندن. وقد ضعت خطوط الطول التي قسمت الكرة الأرضية الى 24 منطقة زمنية مختلفة، لمساعدة الناس على تتبع الوقت حول العالم. ويشكل خط غرينيتش الخط رقم صفر، وتتوزع الخطوط ( 12 خطاً) شرق وغرب خط غرينيتش. ويمثل كل خط ساعة، فكلما اتجهنا شرقاً نزيد ساعة عن كل خط تم اجتيازه، وكلما اتجهنا غرب غرينيتش نرجع الوقت ساعة مع اجتياز كل خط طول. 
أما فيما يتعلق بالوظيفة داخل الساعة التي طورت مع تطور عالم الطيران وصناعته أيضاً. فإن غالبية الساعات المزودة بوظيفة GMT تضم عقربين لعرض الوقت على مقياس أو جدول من 12 ساعة وعقرب مستقل يحدد الوقت في المنطقة الزمنية الثانية من خلال قرص عليه مؤشرات 24 ساعة نقشت في إطار الساعة الخارجي أو الداخلي، أو عداد مستقل آخر في قرص الساعة. 
أما الساعة المجهزة بخاصية  World-Time، فهي ساعة لا تعرض فقط الوقت في منطقتين زمنيتين مختلفتين، وإنما ترصد أيضاً الوقت في المناطق الزمنية الأربع والعشرين حول العالم (بحسب خطوط الطول) في وقت واحد. وتعتبر من الساعات المفيدة جداً لرجال الأعمال ،وكل من يسافر كثيراً حول العالم، ليبقى في تواصل دائم مع الأهل والأصدقاء وزملاء العمل حول العالم. ويمكن لحامل هذه الساعة أن يخمن الوقت في أي مكان في عدد من المدن الرئيسة بنظرة خاطفة إلى قرصها. ويعود الفضل في اختراع تعقيد World Time  لصانع ساعات فذ يدعى لويس كوتييه، الذي طور هذا التعقيد في ثلاثينات القرن الماضي، وزود به عدداً من صناع الساعات الميكانيكية الراقية المعروفين. وتضم الساعة المزودة بوظيفة World Time  عقربين في القرص، مع إطار خارجي نقشت عليه أسماء مدن وعواصم رئيسة حول العالم كل منها في منطقة زمنية مختلفة ترمز إليها. 
وبالنسبة للساعة المزودة بخاصية تحديد الوقت في مكانين مختلفين حول العالم في وقت واحد من خلال تعقيد Dual Time . تتيح هذه الميزة للمسافر ضبط الوقت في البلد الذي ينطلق منها يكون مرجعاً سريعاً يشير إليه عقرب خاص. أما عقرب الساعات الثاني فيشار إليه بأنه عقرب GMT أو UTC فيشير إلى تعداد 24 ساعة بدل 12 الأمر الذي يتيح لحامل الساعة رصد منطقة زمنية تبعد حتى 12 ساعة أو منطقة زمنية عن المكان الموجود فيه.

ما مدى سهولة استخدام هذه الساعات؟ 
لا تكتفي هذه الساعات رفيقة السفر، بتوفير كمية كبيرة من المعلومات عن الوقت في أكثر من مكان حول العالم، مستفيدة من أحدث التقنيات، الأمر الذي يجعل منها ابتكارات سهلة الاستخدام. وقد تكون سهولة استخدام وقراءة الوقت في هذه الساعات، واحدة من أولويات الصانعين، فهذه الساعات فيها أزرار سريعة وتلقائية لتسهيل تبديل المنطقة الزمنية. فمعرفة الوقت من المنامة إلى نيويورك على سبيل المثال أصبح سريعاً تماماً مثل نفض الغبار عن المعصم!
وحتى نحو 10 سنوات مضت، كانت أقراص غالبية الساعات ذات المنطقة الزمنية مزدوجة؛ قرص رئيس وآخر فرعي أو قرصين انعكاسيين (مع قرص المنطقة الزمنية الثانية على خلفية الساعة).
 وأتاحت التقنيات المتطورة في العقد الأخير لشركات الساعات الخوض في تصاميم أكثر جرأة ودقة، مثل إضافة عقارب إلى الساعة ليصبح عددها أربعة، يقوم العقرب المضاف والذي يتمركز تماماً تحت العقرب الرئيس بتحديد الوقت في المنطقة الزمنية الثانية. ويقوم حامل الساعة بتشغيل عقرب المنطقة الزمنية الثانية بضبط العقرب الثاني الذي يتخذ لوناً مختلفاً عن العقرب الأساس بزر تشغيل. وتعمل الساعة أوتوماتيكياً إلى حين انتفاء حاجة حاملها لتحديد الوقت في منطقة زمنية ثانية فيقوم من خلال زر التشغيل بإخفاء العقرب الثاني. وتتيح بعض تصاميم هذه الساعات إمكانية تغيير الوقت وتعديله في المنطقة الزمنية الثانية، من دون تحريك العقرب الأساس. وقد تحولت إمكانية تحديد الوقت في ثلاث مناطق زمنية حقيقة متاحة من خلال قراءة رقمية تظهر في الساعة، أو من خلال إطار العلبة المتحرك المحيط ببلور الساعة ،تماماً مثل ساعات الـ 24 ساعة. 
وقد مرت ساعات المواقيت العالمية بمراحل تطور مهمة، حتى بلغت اليوم مرحلة عرض أسماء المدن الرئيسة حول العالم في المناطق الزمنية الـ24 من خلال أقراص دواره أو حلقات خارجية تحمل تلك المعلومات. وكشفت بعض العلامات التجارية عن ساعات مزودة بـ36 منطقة زمنية مختلفة، محتسبة فروقات الثلاثين دقيقة بين منطقة وأخرى.