جان ماري شيللر الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لدار لوي موانيه ساعة 1816 تكتب الآن فصلاً جديدًا في تاريخها

جان ماري شيللر الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لدار لوي موانيه ساعة 1816 تكتب الآن فصلاً جديدًا في تاريخها
جان ماري شيللر الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لدار لوي موانيه ساعة 1816 تكتب الآن فصلاً جديدًا في تاريخها
جان ماري شيللر الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لدار لوي موانيه ساعة 1816 تكتب الآن فصلاً جديدًا في تاريخها

كان عام 1816 من أهمّ نقاط التحوّل في تاريخ صناعة الساعات. ففيه، أكمل صانع الساعات العظيم لوي موانيه أول كرونوغراف في العالم. واليوم، تُسلّط ساعة 1816 الجديدة، الضوء على إرث هذه التحفة الفنية. وتظلّ هذه الساعة وفيّةً لجوهرها الأصيل، وهي الآن جاهزة لكتابة فصل جديد في تاريخها. فهي تحفة حقيقية في عالم صناعة الساعات. كما تتباهى ساعة Black Moon بتكنولوجيا حديثة. إنها ساعة فلكيّة تتميّز بأنّها، وعلى مدى السنوات الـ 122 القادمة، لا تتطلّب أية تعديلات. عن هذا الإبداع الجديد وعن الخطط المستقبلية تحدَّث جان ماري شيللر، الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لدار لوي موانيه، في لقاء خاص مع مجلة "الساعات والمجوهرات العربية"، كاشفًا أهداف الدار وأسرار التميّز، في هذا الحديث:


لنبدأ من طرحكم لساعة 1816 التي تعيدون من خلالها ابتكار الماضي. كيف يمكن أن تلخّص لنا هذا الإنجاز؟ 

يكفي أن تتخيّل أنّ لوي موانيه كان فنّانًا وصانع ساعات أبدع في عام 1816 ابتكار أوّل ساعة كرونوغراف على الإطلاق. وإذ يبدو الأمر مذهلًا من الناحية الوظيفية بالطبع، إلّا أنّه أصبح أيضًا رمزًا فريدًا للتصميم. فهذه القطعة التي تعود إلى أكثر من 200 عام، لا تزال محافظة على عصريّتها اليوم. ومن هذا المنطلق، نطرح هذا العام رمزًا عصريًّا جديدًا قائمًا على القواعد والرموز الجماليّة نفسها. 


هل ستكون هذه الخطوة بمثابة خط إنتاج جديد يهدف إلى مواصلة ذلك الإرث؟

هي بصراحة من الساعات الأولى التي ابتكرناها، منذ أكثر من 20 عامًا، والتي كانت كلّها مُرقّمة، سواءً بشكل فردي أو كجزء من إصدار صغير ومحدود. أمّا الساعة الجديدة، فهي الأولى التي لا نرقّمها. لماذا؟ لأنّنا أردنا أن نُرسّخ جذورنا. تمامًا كجذور شجرة Louis Moinet. وأردنا النجاح في تكرارها. لكن الإنتاج سيكون طبعًا محدودًا حيث إنّنا، كما تعلمون، شركة صغيرة مستقلة لا تنفكّ تتطوّر. سنواصل دومًا تصنيع ساعات تكون كلّ قطعة منها ذات أهميّة خاصّة من حيث الإنتاج، ونبقى في فئة تصنيع بضعة آلاف قطعة على الأرجح. فهذه الساعة الجديدة نقدّم منها اليوم 500 قطعة فقط، بإصدار محدود، ومن دون رقم محدّد. وبرأيي، سوف تحقّق نجاحًا ملحوظًا من الرسومات فقط، إذ بعنا حتى الآن 30 قطعة. وهو أمر غير معتاد بالنسبة إلينا. فالناس يقولون عادةً: "يا لها من رسومات جميلة، لكنّني أريد رؤية الساعة". هي أوّل ساعة من Louis Moinet مع سوار معدنيّ. كما أنّها خفيفة الوزن، ومصنوعة من علبة وسوار من التيتانيوم. 

كذلك، نحضّر مشروعًا آخر سوف نقدّمه في معرض "أيام جنيف للساعات". وبفضل هذه الساعة نفسها، حطّمت الدار رقمَين قياسيَّين عالميَّين: أوّل ساعة كرونوغراف على الإطلاق وأوّل ساعة عالية التردد. والتردد العالي هو أساس قياس الوقت. هذا يجعل من الصواب اعتبار لوي موانيه سيّد قياس الوقت. ومن خلال العيّنات الأولى، نُشيد ببراعة السيد موانيه، فنعود إلى الجذور التاريخية العميقة لصناعة الساعات في Louis Monet.


كيف تنجحون في تحقيق التوازن بين التقليد والابتكار عند تطوير ساعات الدار؟

نحن نمزج بين الأصالة والحداثة، بالفعل. وفي الواقع، كلّفنا تطوير الحركة ثروة طائلة. نتحدّث عن ما يقارب المليون فرنك سويسري في التصنيع، والبحث، والتطوير. لأنّ الحركة تتكوّن من 330 قطعة. هي إبداع جديد. وُلد من لا شيء. وبالنسبة إلى موضع العدّادات مثلاً، يأتي العدّادان العُلويّان متجاورَين، وهو ما أردنا أن نحافظ عليه. قد يبدو تحقيق ذلك سهلاً، لكنّه في الواقع لم يكن كذلك.


والميناء، كم عدد مكوّناته؟

23 مكوّنًا. ومن خلال هذا، طبعًا، تتجلّى الهويّة الأصيلة للعلامة التجارية.


ما هي العناصر التي يمكن أن تُميّز ساعة Louis Moinet على الفور؟

كما ذكرنا، ينبغي أن تكون القطعة ذات جذور، وأن تكون ثمرة جهودٍ رائعة. من المهمّ أن تحمل بعض العصريّة، والتميّز أيضًا. كما أنّها لم تأتِ "من عدم". يجب أن تروي قصّة، وأن يكون لها هدف. ومع مرور الوقت، طوّرنا بعض الرموز الجمالية. فالعلبة نفسها، يمكن تمييزها من مسافة عشرة أمتار على أنّها Louis Moinet. نقدّم اليوم خطًّا جديدًا، خطًّا تراثيًّا. ولكن كما أوضحنا، نستقي ذلك من التقاليد. وهذه الساعة ستكون معروفة أيضًا، أوّلًا من هواة جمع الساعات، ثمّ من جمهور أوسع.


لقد التزمتَ شخصيًّا بإحياء علامة Louis Moinet وتاريخها العريق. كيف ستواصل هذا التكريم في العصر الحديث؟ 

في الحقيقة، هذا ما نفعله اليوم. إنّ Louis Moinet إسمٌ ذو روح. وعلى رغم أنّني أؤمن بالوظيفة بالطبع، أشجّع أيضًا المنتَج الذي يُشبع الروح. نعيش اليوم في عالم رقمي. ونقود سيارات كهربائية سخيفة. وبات من الصعب الحصول على شيء من صنع الإنسان. وهذا النوع من الصعوبات يحدّ من قدرة الإنتاج. أمّا القيم فهي نفسها بين الأمس واليوم. وبرأيي، هنا تكمن الرسالة.


ذكرتَ أنّك واجهتَ تحدّيات كثيرة في إعادة إحياء ساعة 1816 التاريخية، لا سيما الحفاظ على جماليّة أوّل ساعة كرونوغراف على الإطلاق. فما هي هذه التحدّيات؟

كان من المهمّ أن نبقى صادقين مع Louis Moinet ومع أنفسنا. لذلك أمضينا وقتًا طويلًا في مناقشة كافّة التفاصيل، للتأكد من وجود رابط بين القطعتين الأصلية والمعاصرة. وللوصول إلى مرحلةٍ معيّنة، أجرينا دراسة لحركة لم تكن مصنوعة خصّيصًا بالكامل. وقلتُ لا، لا، لا، هذا ليس ما أريده، لا أريد أن أكون مخيّبًا للآمال أمام السيد لوي موانيه. نريد الحفاظ على هويّة العلامة التجارية بالكامل. نعم. فساعات Louis Moinet تشتهر بجمالية الموانئ، والمادة الخام التي تُستخدم فيها، وتجسيد الكون في ميناء صغير.


ما هي التقنيات أو المواد الجديدة التي تُقدّمونها هذا العام؟ هل من جديد في الموانئ بالمقارنة مع الإصدارات السابقة؟ كما في الساعة ذات ميناء الذهب الوردي؟

نعم. وفي ساعة Black Moon. ولكي نفهم جيّدًا، تحتوي هذه الحركة على عدّاد دقائق يتقدّم دقيقة بدقيقة. وتصنيعه صعب أيضًا. هذا بالإضافة إلى العجلة العمودية بالطبع. لذا فهي تحفة حقيقية في عالم صناعة ساعات. كما تتباهى ساعة Black Moon بتكنولوجيا حديثة. هي ساعة فلكيّة تتميّز بأنّها، وعلى مدى السنوات الـ 122 القادمة، لا تتطلّب أي تعديلات. بالنسبة إلي، ليس هذا هو الأهم، الأهمّ خلق عاطفة. لذلك، لم نلجأ إلى قمر صغير بفتحة صغيرة، بل وضعنا حجرَين نيزكيَّين قمريَّين فوق القرص المركزي هما: غاداميس وظفار. وهما مختلفان تمامًا. من هنا، يمكننا أن نتحدّث عن الجمال. عن العاطفة. ثمّ، يمكن للساعة تحديد يوم اكتمال القمر. هي ساعة مذهلة حقًّا، ولا شكّ أن علامة الساعات هذه ستحظى باهتمام كبير لدى مجتمع الساعات.


هل تشعرون بحاجة لجذب جيل الشباب الجديد؟ وهل برأيكم سيؤدّي مَن هم فوق سن 18-20 المهمّة؟

هذا سؤال مثير للاهتمام. في الواقع، أعتقد أنّنا على نفس الموجة. وأرى أنّنا في طريقنا للتخلّي عن كوننا خبراء متخصّصين فقط لمجموعة صغيرة جدًّا من عشّاق الساعات. أتذكّر، قبل 30 عامًا، وفي إيطاليا تحديدًا، كان هناك الإيطالي ذو الذوق الرفيع الذي يرتدي أحذية جلدية وملابس جميلة. وكان يعتمد علامات تجارية لم تعد مطلوبة اليوم. في الوقت نفسه، ابتكرت السوق الجديدة علامات تجارية جديدة لمن يرغبون في الاستعراض. بالنسبة إلينا، وكما ذكرت سابقًا، ينبغي أن نبقى صادقين مع أنفسنا ومع لوي موانيه، الذي كان فنّانًا وصانع ساعات. علينا أن ندمج هذه القيم بطريقة إبداعية للغاية، وذلك لضمان وصولنا إلى جمهور أوسع. خاصّة وأنّ الساعات المتطوّرة تقتصر عادة على فئة صغيرة جدًّا من الجمهور.


ما مدى قرب سوق الشرق الأوسط من قلب "جان-ماري شالر"؟ 

قريب جدًّا. لأنّه برأيي مثير للاهتمام. أنا أيضًا أحبّ اليابان. وأحبّ الشرق الأقصى. لكن للشرق الأوسط روعة خاصة. فهناك، تفوح روائح العطور، وتسود الأجواء المميّزة. من دون أن ننسى الأصدقاء. وكلّ هذا ما يزيد المنطقة تميّزًا. فقد أبهرت هواة الجمع الذين تعرّفوا وعاشوا الكثير من التجارب المميّزة.