دار جيجر - لوكولتر هي أكثر من صانعٍ محترفٍ للساعات، هي قصة امتزاج فريد بين الوقت والكون والإبداع، أنتجت أفضل قطعة من قيمتين خالدتين: الوقت والمجوهرات. عن هذه القصة تقول الرئيس التنفيذي لدار جيجر لوكولتر كاثرين رينييه، نسعى إلى مشاركة هذا التاريخ ونحتاج إلى بناء المستقبل. ويبقى الحدث الأبرز، معرض الأوديسة النجمة لصناعة الساعات السويسرية جيجر- لوكولتر في دبي، والذي يهتم بالظواهر الفلكية لقياس الوقت واكتشاف طريقة التعبير عن أسرار النظام الكوني في روائع ميكانيكية دقيقة. وهو يكشف عن الظواهر المذهلة التي يعبّر عنها صنّاع ساعات جيجر- لوكولتر بوظائف معقّدة، تسلط الضوء على ارتباط البشرية بالكون من خلال المعصم بطريقة فلسفية وجذّابة بطابعها الفريد.
تتمتّع Jaeger-LeCoultre بتاريخ طويل مع الساعات الفلكية؛ هل يمكنك إلقاء الضوء على المفهوم والأهداف وعن سبب اختيار الشرق الأوسط، وتحديدًا دبي، كمحطّة أولى لمعرض «الأوديسة النجمة»Stellar Odyssey ؟
بصفتنا مساهمين في عالم صناعة الساعات، نغوص بشكل طبيعي في علم الفلك نظرًا للعلاقة القائمة منذ اليوم الأول بين هذا العلم والزمن وصناعة الساعات. وهذا هو السبب وراء امتلاكنا اليوم للساعات التي نظّمت قياس الوقت بالطريقة التي هو عليها، إضافة إلى قيامنا بتحويل ساعة الحائط وساعة الجيب وساعة المعصم. فقد شعرنا كم كان رائعًا سرد هذا التاريخ وكيف ألهمنا الكون من ناحية تعقيد قياس الوقت، الأمر الذي ألهم بدوره العديد من التعقيدات. عمدنا أيضًا إلى ضبط الوقت على رغم عدد من الحالات الخاصة مثل السنوات الكبيسة، والأشهر المختلفة دومًا، ومراحل القمر، ودائرة الأبراج التي لا تتبع دورة زمنية معيّنة...
وكلّ ذلك خلق تحدّيات لصانعي الساعات، بما في ذلك Jaeger-LeCoultre، لابتكار تعقيدات تنسجم مع كلّ تلك العوائق. هو بالفعل إلهام عميق وعلاقة أبدية بين صناعة الساعات والكون. ثمّ يأتي أيضًا الإلهام الفنّي، الفضاء والكوكبة، وجمال السماء الليلية التي شكّلت حالة خاصة ألهمت بشكل مثمر المصمّمين لدينا. وهذا يدلّ على العلاقة الطويلة بين صناعة الساعات وعلم الفلك، وهي قصّة رغبنا في روايتها. أمّا المعرض فأردناه تثقيفيًّا وتجريبيًّا يدعو الناس إلى الزيارة والغوص في عالم صناعة الساعات وعلم الفلك، من خلال تنزيل الدليل الصوتي وتمضية ساعات في الاستماع إلى النص وتعلّم أمور جديدة. فإذا كنت من عشاق الساعات، فهناك حتمًا ما سوف تتعلمه في هذا البرنامج.
في تصريح لكم مؤخّرًا، سلّطتم الضوء على مهمّة Jaeger-LeCoultre في مشاركة الأسرار الكامنة وراء فنّ وحرفة صناعة الساعات مع العالم من خلال تقريب مصنع الدار في Vallée de Joux إلى الجمهور. فما مدى أهمية تواصل الدار التي يبلغ عمرها 190 عامًا بشكل مباشر مع جمهور
أوسع حول تاريخها وتراثها، وفي حالتكم، من خلال جدار عيارات الكاليبر الذي تفتخر به Jaeger-LeCoultre؟
إنّه أمر مهم للغاية، فبارتكازنا على إرث يعود إلى 190 عامًا، حقّقنا كلّ ما تعرفونه من حرفيّة، سواء في الحركة، أو الابتكار، أو التعقيدات. فهذا الإبداع هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وإذ نستقي من ذلك، نسعى إلى مشاركة هذا التاريخ ونحتاج إلى بناء المستقبل. مستقبل نحتاجه تمامًا لابتكار وتحقيق الحرفيّة. لا حاجة اليوم فعلاً إلى ساعة تخبر الوقت أو ترصد التاريخ، فقد أصبحت العلاقة مع الساعات أكثر متانة حيث باتت تشكّل قطعة مفيدة معقّدة. أعتقد أننا بحاجة إلى التثقيف حول الحرفيّة، والعمل اليدوي، والإبداع، والتعقيد وراء هذه القطعة التي من الممكن استبدالها بسهولة بالتكنولوجيا المتطوّرة، غير أنّها تبقى قطعة أساسية للغاية بسبب ما تمثله من إبداع وعمل يدوي، وهذا ما نقوم به هنا.
هل يمكنك أن تأخذيننا عبر الفصول الثمانية من أسرار قياس الوقت الفلكي في معرض «الأوديسة النجمة»؟
تتمثل فكرة هذه الفصول في إظهار العلاقة بين صناعة الساعات والوقت بحيث يتناول كل فصل جانبًا واحدًا من صناعة الساعات المستوحاة من علم الفلك. قد يكون الوقت، أو قد تكون عشوائية علم الفلك مثل شهاب النجم، هو ما ألهم تعقيدًا كبيرًا في صناعة الساعات، أو قد تكون حتى حالة خاصة من الحالات الذي ذكرتها أيضًا، فالطريقة التي نقيس بها الوقت اليوم ليست في الواقع طريقة عمل التوقيت الشمسي. لكن على رغم تحديد الساعات والأيام والشهور والسنوات، فإنّه في كل مرة نبتعد فيها عن الدورة الشمسية يتعيّن علينا العودة إليها، وهو ما يولّد تعقيدًا كاملاً في صناعة الساعات. ثم لدينا أيضًا دورة أخرى، هي دورة القمر، والكسوف الملهم والهامّ للغاية في الكون. كلّ هذه الفصول تسلّط الضوء على العلاقة بين الكون وصناعة الساعات.
هل ستعلنون عن طرح إصدار رئيسي أو ساعة محدودة الإصدار للاحتفال بالكشف عن هذا الحدث اليوم؟
بالطبع، لدينا دائمًا تعقيدات عالية جديدة ستُبهج عالم هواة الجمع. خلال هذا المعرض، نقدّم مفهومًا تثقيفيًّا حيث لا يقتصر المعرض على عرض القطع للبيع فحسب، بل يُسلِّط الضوء على جوانبها المتحفية وعلى العلاقة بين الوقت والكون في مجموعتنا. لكنّنا نستفيد بالطبع أيضًا للإحتفال، حيث سوف نطرح الساعة الرائعة الجديدة باللون الأخضر الزيتوني، فضلاً عن القطع الخاصة التي سيكتشفها هواة الجمع بسريّة أكبر.
كيف تحقّقون التوازن بين إرث العلامة التاريخي ونهج التكنولوجيا العالية في السوق الحالية؟
تأتي التكنولوجيا بالنسبة إلينا في غاية الأهمية، من ميّزاتها على سبيل المثال الابتكار، والحركة الجديدة، والتعقيد في الحركة الذي نقوم به في الدار، وعلبة الساعة، حيث نعمل على أجهزة كمبيوتر عالية التقنية لإجراء الحساب المعقّد للغاية للحركة. وهكذا تتحوّل الفكرة والإبداع إلى حركة محوسبة دقيقة في ساعاتنا التي تخضع أيضًا لكافة الاختبارات قبل طرحها في السوق. هذا بالإضافة إلى تقديمنا لنماذج ثلاثية الأبعاد. نستخدم التكنولوجيا العالية دائمًا، غير أنّها تبقى مسألة توازن في كلّ ما نقوم به في عالمنا، توازن بين العصر واحترام الإرث.
ينطلق معرض Watches and Wonders قريبًا، هل يمكنك أن تطلعينا على مخطّطاتكم لهذا الحدث؟
سوف نلقي الضوء على منتجات كثيرة من مجموعاتنا في Watches & Wonders. وطوال العام 2023، سنكشف أيضًا عن احتفالات وإصدارات جديدة. في Watches & Wonders، سنتحدّث عن تصاميمنا الأيقونية، وعن التعقيدات، وإبداعات الساعات النسائية أيضًا. سوف تشهدون على ساعة جميلة من Jaeger-LeCoultre تعانق الحداثة والابتكار والحرفيّة المذهلة.
تستقي العلامة التجارية Jaeger-LeCoultre من مبدأ «القيمة العالية مقابل المال». كيف تنظرين إلى هذا؟
أعتقد أنّ هذا يتجذّر ربما في تاريخنا، إذ لطالما أبدعت Jaeger-LeCoultre ساعات ذات عيار وابتكار استثنائيّين، وهو ما جعل الدار بطريقة ما مرجعًا. ثمّ كيف تحدّد سعرًا لكونك نموذجًا يحتذى به، قد يكون الأمر صعبًا للغاية اليوم. وبالنسبة للقيمة الجيدة مقابل المال، فأظنّ أنّها ليست استراتيجية وإنّما تصوّر للتاريخ.
هل تؤيدين النهج الحالي تجاه الساعات الموحّدة للجنسين؟ وهل يمكن أن تكون ساعة Reverso هي النهج النموذجي لذلك؟
في الواقع، لطالما صمّمنا للرجال والنساء، وهو ليس أمرًا جديدًا في Jaeger-LeCoultre. ففي العام 1920، كنّا نقوم بذلك، من خلال الابتكار، والحركة الجديدة، والعيار، لذا فهو تطوّر طبيعي للغاية بالنسبة إلينا. اليوم، نسعى إلى التوازن بين الرجال والنساء وقد نجحنا في ذلك من دون أيّ شك، خاصة وأنّنا نطلق قطعًا للجنسين. نحن نعلم أنّ العديد من النساء يرتدين ساعات عادة ما تعتبر رجاليّة بسبب حجمها ولونها وهذا يناسبنا تمامًا. برأيي، هو أمر يقرّره غالبًا الجمهور والعملاء الذين يختارون ساعات أكبر للنساء، وربما كانوا يفعلون ذلك في الماضي أيضًا.
تشهد تجارة البيع بالتجزئة اليوم تغيّرًا تلبية لمتطلّبات العملاء العالمية. ما هي خطة Jaeger-LeCoultre للتجارة الإلكترونية المستقبلية؟
نقدّم خدمة التجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. ومن المحتمل أن تكون منطقة الشرق الأوسط ودبي ضمن الخطة التالية، إذ إنّ هذا ما تبقّى لنا على الخريطة لمعالجته. لكنّنا نبيع عبر الإنترنت منذ 8 أو 9 سنوات - وهو وقت طويل جدًّا. فقد دخلنا أسواق الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين واليابان، ولا نزال نخطّط لأعمال تجارية جديدة عبر الإنترنت للتوسع أكثر جغرافيًّا.
أين ستتركّز خطة التوسع الكبيرة التالية للعلامة التجارية، بشكلٍ خاص في الشرق الأوسط؟
نتطلّع بطموح كبير إلى منطقة الشرق الأوسط لمواصلة تطوّرنا، خصوصاً في ظلّ الإقبال الهائل على الدار التي تتمتّع بتاريخ عريق ونماذج معقّدة فائقة الابتكار. هناك أيضًا توازن بين الرجال والنساء وأعتقد أنه شيء يتناسب تمامًا مع عروض منتجاتنا. في ما يتعلق بالمنتج، سنواصل الاستثمار في الطرازات الراقية، والتعقيدات العالية؛ لقد تطوّرت المنطقة بشكل كبير على مدار السنوات القليلة الماضية، وهذا ما يدفعنا إلى التطوّر في عروضنا وأعمالنا.
لذلك، سنقدّم المزيد من الإبداعات الجديدة، والقطع الراقية لهواة الجمع لكلّ من الرجال والنساء، إضافة إلى المجوهرات وربما المزيد من الزخارف التي ميّزت فعلاً الدار. هنا تكمن الحداثة، وما نضفيه على المجموعة يبقى ركيزة أساسية بالنسبة إلينا ونقطة رمزية. ونحن نعمل على التوسّع والاستثمار في العديد من المناطق التي تحدثنا عنها في الشرق الأوسط، حيث نفتتح متجرنا الرئيسي في الرياض، إلى جانب متجرنا في نيويورك، ولا ننفكّ نضاعف الحجم ونتوسّع.